2009/12/27

قصة يوم عاشوراء



قصة عاشوراء................
تبدأ منذ مئات السنين حين تكبر فرعون وكفر،
ونكل ببني إسرائيل، فجمع موسى _عليه السلام_ قومه للخروج،
وتبعهم فرعون ، فجاء الوحي في ذلك اليوم العظيم بأن يضرب موسى _عليه السلام_
البحر بعصاه
" فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ "
[الشعراء : 63]

فلما رأى فرعون هذه الآية العظيمة لم يتعظ
ومضى بجنوده يريد اللحاق بموسى _عليه السلام_ وقومه ،
فأغرقه الله _عز وجل_ ، ونجى موسى ومن معه من بني إسرائيل ،
قال _تعالى_:
"وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِين"
[الدخان : 30] .


كان اليهود يحتفلون بهذا اليوم،
ورآهم الرسول _صلى الله عليه وسلم_ يصومون ذلك اليوم في المدينة،
أخرج البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا_ قَال:َ


"قَدِمَ النَّبِيُّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ
فَقَال:َ مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ
مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى
قَال:َ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُم.ْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ"




يوم بعيد جداً عنا
ذلك اليوم الذي نجى الله _تعالى_ فيه موسى _عليه السلام_ وقومه،
ومع ذلك فرح رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ به،
ولما رأى اليهود يصومونه أمر بصيامه؛
لأن أولى الناس بموسى فرحا بنجاته هم من على الإسلام
لا من حرفوا الدين،
قال في الفتح:
"وحديث ابن عباس يدل على أن الباعث على صيامه موافقتهم
على السبب وهو شكر الله _تعالى_ على نجاة موسى".

فإذا كان الرسول _صلى الله عليه وسلم_
يُشغل بحدث كان فيه نجاة للمؤمنين مضى عليه مئات السنين ،
بل أكثر من ذلك

فكيف يغفل عن هذا بعض المسلمين؟،
ولا يعبأ بما يحدث لمسلم آخر أصابته شدة،
ولا يعبأ بالمسلمين أصابهم خير أم شر،
في حين يغضب بعض النصارى في عدد من دول أوروبا
ويندد بما يحدث في فلسطين أو في العراق أو في غيرهما،
وقد يبخل عدد غير قليل من المسلمين على إخوانه
بنصرة أو صدقة أو دعم أو دعاء ، فمن أولى بالمسلم وأحق به!

في الحديث:
"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم
مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى"
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.



عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: ( .. وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ على اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قَبْلَهُ).

وفي رواية: (يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ ). أخرجه مسلم.



والسّنة في صيام يوم عاشوراء أن يُصام التاسع والعاشر وهو الأفضل

وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم لما جاء في الحديث:
عن عبد اللَّهِ بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال:

قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ).

أخرجه مسلم


حينما يعلم المسلم
أن الصيام أصلاً كان هو صيام يوم واحد وهو عاشوراء ،
لكن لتأكيد مخالفتنا لليهود والنصارى
سن رسولنا _صلى الله عليه وسلم_ صوم التاسع ؛
تتأصل في نفسه عقيدة البراء من الكافرين وعملهم ،
وتنتصر نفسه على فتن التغريب وطغيان عادات الغرب في هذا العصر.




التأمل في هذا اليوم الذي نجى الله _تعالى_ في موسى _عليه السلام_ وقومه
يبعث في النفس أملاً كبيراً ،
وكلما تدبر المسلم آيات القرآن الكريم
التي تحكي لنا الشدة التي كان فيها موسى _عليه السلام_ وقومه ،
وكيف نجاهم الله _تعالى_ في مشهد عظيم ،
ينشرح صدره ويطمئن إلى وعد الله _تعالى_ الدائم بنصر المؤمنين ،
ونجاتهم من عدوهم ،


قال _تعالى_:
"ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِين"
[يونس : 103].
منقول للامانة والافادة

0 التعليقات: